الوصف
على المدى القصير أو المتوس ط ، دون المدى الطويل، إذ تبدو الأمور أكثر تعقيدا، عدد لا يستهان به من الثورات كان مآلها الارتداد والتراجع. وهذا ما حصل بالنسبة لثورة 1789 التي غرقت خلال سنة 1793 في الرعب والهلع والمجازر المترتبة عن ذلك.
وكذلك الشأن بالنسبة لثورة فيفري 1848، في فرنسا أيضا، وهي ثورة مشابهة إلى حد كبير لثورة 14 جانفي، باعتبار أنها ارتكزت على المطالبة بالحق في الشغل وقيل أنها منطلق الربيع الأوروبي، لتتحول بعد مرور أربعة أشهر إلى مجزرة حقيقية، ومن ثم، وفي نهاية المطاف، خلال سنة 1851، انقلاب الثاني من شهر ديسمبر الذي قاده لويس نابليون بونابرت وحصيلة الضحايا التي تم تسجيلها. وأخيرا وفي نفس السياق، نذكر ثورة أكتوبر، ومنذ شهر مارس 1918، التصفية السياسية والجسدية لكافة أطياف المعارضين للبلشفيك.
على المدى القصير أو المتوسط، كان مآل العديد من الثورات الارتداد والتراجع، ولكن ذلك لا ينطبق على ثورتنا، على الأقل من حيث المدى القصير. لكن هل يمكن أن تشهد هذه الثورة نفس المصير على المدى المتوس ط ؟ في الحقيقة، إذا كنا نؤمن بالاستثناء التونسي الذي يجنبنا في نهاية المطاف قيام ديكتاتورية معينة أو شكل آخر من الاستبداد والطغيان، فإن ذلك يتوقف على مدى توفقنا في الاستجابة للإنتظارات الأولية التي مثلت الشرارة الأولى لهذه الثورة ولاسيما وفي المقام الأول تلك التي تتصل بالحق في الشغل.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.