الوصف
الحرية غريزة فطرية ولد بها الإنسان فهي ليست هبة أو مكسبا أو مغنما ، ولقد باتت أعز ما يملك، فيها تتحقق ذاتية الإنسان وكرامته وسعادته. وقد ارتبطت الحرية عامة بحياة الإنسان ارتباطًا وطيدا منذ بداية الوجود الإنساني، فقد عاش الإنسان بين أحضان الطبيعة حرا طليقا دون أي قيد ، ودفعه حرصه على نفسه وتقديره لذاته إلى البحث عن غيره من بنى جنسه ليتبادل معهم الآراء والأفكار، أو ليخوض معهم نشاطًا اجتماعيًا. فلقد كان التلاقي والاجتماع حاجة ملحة لاستمرار حياة الأفراد ورقيها، وذلك بالنظر لعدم استطاعة أي شخص الاستغناء عن بقية أشخاص المجتمع، الأمر الذي أدى لاعتبار حرية التجمع أُم الحريات العامة. وكانت على مر العصور أُنشودة يرددها المفكرين، ويتباهى كل نظام سياسي ديمقراطي بتوفيرها.
وقد اهتمت الأديان السماوية بحقوق الإنسان وحرياته بصفة عامة، وأفردت عناية خاصة لحرية التجمع السلمي للتعبير عن الرأي بأشكالها المختلفة، ووضعت الضوابط والقيود التي تحقق التوازن بين ممارسة الإنسان لحقه وبين حريات وحقوق الآخرين، وكفلت لمباشرة حرية التعبير عن الرأي وسائل متعددة ومتنوعة بما يحقق في النهاية العدل والمساواة والتعايش السلمي بين البشر.
إذ من أهم صور حرية الإنسان حريته في التعبير عن رأيه، فهي أغلى أنواع الحرية ومظهر قوي من مظاهر الديمقراطية؛ ولأجلها وللحصول عليها جاهد وكافح الإنسان طويلا على مر العصور، وتعتبر حرية الرأي بمثابة الحرية الأم بالنسبة لسائر الحريات الذهنية حيث تبيح للإنسان أن يكون رأيًا خاصا في كل ما يجري في مجتمعه من أحداث، واجتهدت الأنظمة البشرية في تكريس هذا الحق وأفردت صونه وحمايته من الانتهاك والتعدي التشريعات التي نظمت إجراءات وضوابط مباشرته.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.