الوصف
لا شك أن التطور في النظرة إلى الجريمة والمجرم أدى إلى أنسنة العقوبات، حيث أصبحت السجون مؤسسات إصلاحية بعد أن كانت أماكن يتفنن فيه السجانون في إنزال أقصى أنواع العذاب، وبات إصلاح السجين هو الهدف الأساس في غالبية السياسات العقابية المعاصرة، بل على قاعدة التعرف على الأسباب التي دفعت بالإنسان إلى ارتكاب فعله الجرمي.
ولعلّ أبرز مظاهر الاهتمام بالمجرم هي محاولة إصلاحه ليعود شخصاً سوياً إلى المجتمع. إلاَ أن عودته إلى الإجرام مرة أخرى تضع غير علامة استفهام حول مدى فاعلية الجهود الإصلاحية التي بُذلت معه خلال فترة عقابه في المرة الأولى، وكذلك تضع علامة استفهام حول حقيقة شخصية المجرم، ذلك الشخص الذي يقدم على ارتكاب أفعالٍ جرمية منافية للمبادئ العامة المقررة في المجتمع، فيتنكر لها في سبيل الحصول على منافع شخصية، أو في سبيل الاستجابة لنزوات شخصية وإشباعها دون الاكتراث بالأضرار التي تلحق بالآخرين.
لهذا يجرم كل شخص يخالف القواعد العامة الناظمة للمجتمع، ويكون جزاؤه القصاص العادل.
والسؤال يبقى ما هي دوافعه؟ ولمَ يعود إلى الإجرام؟ هذا الأمر الذي يقضي بإجراء فحصٍ عميق لها، للوقوف على منشأ العدوانية فيها وأشكالها ومغزاها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.