الغش والاحتيال والتزوير: واثرهم علي خطاب الضمان في المناقصات الحكومية

الوصف

يعد أهمية الائتمان في عصرنا الحديث واتساع نطاقهُ أدى الى الاقبال المتزايد على خطاب الضمان ، ان هذا التطور كان من طبيعة إحلال خطابات الضمان المصرفية كظاهرة قانونية حديثة تتركز في مجال التامينات الشخصية ، وان هذه الخطابات الضمان نشأت لدى العديد من الدول منها المانيا وفرنسا وغيرهما ، ثم انتشرت في كل بقاع الأرض لتكون أداة فعالة في عملية المناقصات العامة وابرام العقود الحكومية سواء على المستوى المحلي او الدولي .
الأصل ان يقدم التأمين نقداً ، ولكن ان التأمين النقدي كثيراً مايكون مرهقاً بالنسبة للمتعاقد او المقاول، وقد يعجز عن تدبير مبلغ التأمين ، فيفلت المشروع من يدهُ ويضيع عليه الكسب المامول منهُ ، حيثُ نجد الجهات الحكومية المتعاقدة كافة مع المقاولين تطلب ممن يرغب في الاشتراك في المناقصات العامة بتقديم تأمين نقدي ضماناً لتنفيذ التزاماتهم التعاقدية وضمان لجدية العطاءات التي يقدمونها ، وبما ان تقديم هذه الضمانات النقدية يضر بالمقاول وهو امر مرهق لهُ ، كونها مبالغ كبيرة فيتم تجميدها من قبل المقاول لتنفيذ التزاماتهُ التعاقدية والانفاق على مشروعهُ الذي تعهد بتنفيذهُ ، فيتعهد بمقتضاهُ البنك نيابة عن طالب الضمان عند قيام المقاول بتنفيذ التزاماتهُ ومصادرتهُ عند الاخلال بها ، وتتجلى أهمية قبول خطاب الضمان بدلاً من التأمين النقدي من الجهات الحكومية كونهُ يشجع المقاولين على التقدم والدخول في المناقصات والمزايدات التي يعلن عنها بالنظر للمزايا التي يحققها خطاب الضمان للمتنافسين ، مثل عدم ضرورة إيداع مبالغ نقدية كبيرة وتعطيلها عن الاستثمار ، او اللجوء الى الاقتراض من البنوك بفوائد مرتفعه ، مما يترتب على الجهات الحكومية الحصول على افضل الشروط بأقل الأسعار .
اذ تعتبر خطابات الضمان في المناقصة العامة اكثر أنواع خطابات الضمان المصرفية شيوعاً في العمل وأكثرها أهمية ، ولذلك سوف نسلط الضوء ونركز عليه في كتابنا هذا نظراً لما يقوم به من دور مهم وحيوي وفعّال في انجاز المشروعات الاستثمارية والاقتصادية والخدمية ، حيثُ ارتبطت خطابات الضمان بالمناقصات واعمال المقاولات العامة نظراً لآهمية هذه الخطابات في الشركات الاستثمارية والمقاولين يفضلونها على تقديم التأمين النقدي عندما يتعاملون مع الجهات الحكومية لعدة أسباب : منها ان خطابات الضمان تعتبر نوعاً من التسهيلات الائتمانية التي يحصل عليها المقاولين من البنوك ، إضافة الى ذلك لسهولة استردادها ، بخلاف إيداع تأمين نقدي حيثُ يخضع استردادهُ للروتين الإداري ، ولذلك تستغرق هذه الضمانات جميع مراحل ابرام المناقصات العامة ، بدءاً بالتحضير للمناقصة مروراً بأبرامها وصولاً لمرحلة تنفيذها