الوصف
إن جريمة الاخلال أو الغش بتنفيذ التزامات العقود الماسة بأمن الدولة الخارجي تعد احدى الجرائم المضرة بالمصلحة العامة التي تقع على الالتزامات التعاقدية، إذ أن الجريمة محل البحث تمثل تعدياً وانتهاكاً للمبادئ التي تقوم عليها الالتزامات في العقود (عقد المقاولة أو النقل أو تجهيز أو التزام أو اشغال عامة)، بالأخص زمن الحرب أو زمن الحركات العسكرية الفعلية ، فقد تدخل المشرع لإضفاء حمايته الجزائية الوقائية ، ووسيلته في ذلك القانون الجنائي ، لذلك نجد أن المشرع العراقي جرم صور الاخلال أو الغش بتنفيذ الالتزامات في المادة (174_176) من قانون العقوبات العراقي ، ومما لاشك فيه أن الاخلال أو الغش بهذه الالتزامات التعاقدية يلعب دور كبير زمن الحرب أو زمن حركات عسكرية فعلية ، وتفتيت وحدة الصف الاجتماعي ، كذلك تؤثر بشكل مباشر على اداء القوات المسلحة ، والنيل من عزيمتها في الدفاع عن البلاد ، وانطلاقاً من تلك الاهمية التي تفرض نفسها كضرورة من ضرورات البحث العلمي في مثل هذا الموضوع فقد بحثنا في هذه الدراسة من خلال تعريف الجريمة وبيان اركانها ومن ثم الوقوف على الاثار المترتبة عليها وقد خرجنا من تلك الدراسة بالعديد من النتائج ، من اهمها أن الطبيعة القانونية للجريمة هي من الجرائم العادية وأن ارتكبت بباعث سياسي ، وانها ذات طبيعة مزدوجة من حيث ركنها المادي فهي من جرائم الضرر والخطر في آن واحد فهي تقع كاملة وان انتفى الخطر الفعلي ، وتقع تامة بمجرد حصول ضرر فعلي بالنسبة للحق الذي يحميه القانون ، وأن هذه العقود تخضع بطبيعتها لأحكام القانون الاداري العام، إن المشرع لم يساير التطور التشريعي الذي تحظى به هذه الجريمة من قبل التشريعات محل الدراسة كالتشريع المصري الذي جعل الحماية كافية لكل مراحل العقد الحكومي أو عقود المؤسسات العامة ذات النفع العام عكس المشرع العراقي الذي جعلها مقتصرة على زمن الحرب أو زمن الحركات العسكرية الفعلية ، كما لم يشير الى امكانية وقوع الغش عن طريق الخطأ غير العمدي ، وبالمقابل ففنا دعونا المشرع لتعديل نص المادة (174) ليتجه النص المؤمل تعديله لتكون الحماية كافية للعقد الحكومي في كل زمان مع اعادة صياغة النص لكي يشمل الاخلال أو الغش إذا وقع عن طريق الخطأ غير العمدي وليس فقط الاخلال، وتعديل عقوبتها لتكون الحبس مع الغرامة وليس بإحداهما.
وكانت الدراسة تحليلية مقارنة بين مواد القانون العراقي والمصري والسوري والعماني
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.