الوصف
لاشَكْ أن الفساد الإداري والمالي قديم قِدم الأنسان نفسهُ حيث عرف طريقهُ إلى البشر متخذاً لنفسه دروبٍ شتى ومتوسلاً بأساليب متراوحة وبأشكال مختلفة
⬅️فهو أشبه ما يكون بالوباء الذي يُدمر المنجزات وينخر المؤسسات ويعيق سير العدالة والتنمية ويوسع الفجوة بين الفقراء ويقوض العدالة، حيث قال المؤرخ الكبير أبن خلدون عن الفساد بأنه “مؤذنٍ بخراب العمران” وهو المقصود بخراب الدول، وذُكرَ أيضاً «إن أنتشارْ الفساد يدفع بعامةِ الشعبْ إلى مهاوي الفُقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش، وهو بداية شرخٌ يؤدي إلى إنهيار الحضارات والأمم»()
🔸، فالفساد يتناقض مع القيم والمبادئ والنظم والقوانين وينتهك الحقوق ويهدد كيانات الدول فالفساد يعيق التنمية تماماً ويرفع تكلفة المشروعات ويبدد إيرادات الدول وأن الفساد يكلف الأقتصاد العالمي ثلاثة تريليونات وإن نسبة ٥٪ من الناتج العالمي يذهب إلى الفساد في كل عام؛ حيث أن الفساد يرتبط عكسياً مع دخل الأفراد فكلما زاد الفساد في بلد ما كلما قل دخل الأفراد في ذلك البلد، وأن إنهيار القيم والمبادئ والتنمية والتطور يعود إلى استشراء ظاهرة الفساد الإداري والمالي في جميع المجالات، والعجز عن محاربته والتصدي له، كذلك يُرى أن وجود بعض المسؤولين قد يكونون منبعاً للفساد عندما يسخّرون القوانين والقرارات لمصالحهم الخاصة حيث يستخدمون المحسوبية والأثراء غير المشروع على حساب الفقراء والمستضعفين، فيلوونَ به أعناق الأنظمة لتحقق مآربهم، وأن هذا التفشي في الفساد يدفع بالمنتجين والمواطنين البسطاء إلى التذمر والضيق، لأنهم يرون قسماً كبيراً من جهدهم يُنهب منهم، أو يؤخذ منهم دون وجه حق وهذا ما ينتج لديهم عدم ثقة واحترام للدوائر والمؤسسات الحكومية، حيث إن المجتمعات لا يصيبها الترهل إلا عندما ينخرها الفساد نخراً، لذلك فإن محاربة الفساد محاربة جدية وحازمة هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلدان من هذه الآفة التي تنخر المجتمعات
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.